تعتبر صناعة الدواجن من الصناعات المهمة والكبيرة
في مجال تنمية الثروة الداجنة من منطلق الاعتماد على الذات واستغلال
مقومات البيئة المحلية مما أدى إلى تشيع المواطنين لعمل الحظائر الخاصة
وذلك لما للدواجن من قيمة غذائية باعتبارها مصدراً للبروتين الحيواني
بديلاً عن اللحوم الحمراء.
لكن قلة الوعي والسعي وراء الربح دفعت
البعض إلى استخدام العقاقير الطبية ( كالهرمونات والمضادات الحيوية )
وإضافتها للأعلاف دون استشارة الأطباء البيطريين والمهندسين الزراعيين
رغبة منهم في زيادة الإنتاج وتقليل أعداد الطيور المريضة والنافقة إلى أقل
حد ممكن ومما هو جدير بالذكر أن لهذه العقاقير قوانين لابد من إتباعها حتى
لا تتحول إلى سموم يتناولها المواطن دون علم .
توفير المتطلبات البيئية والفسيولوجية :
تجب تربية الطيور، ورعايتها، وتغذيتها طبقاً للأسس العلمية الصحيحة في
جميع المراحل للمحافظة عليها وتمكينها من الإنتاج على النحو السليم مع
ضرورة الاهتمام بالمشكلات التي تنشأ أحياناً أو تتفاقم بسبب الطريقة
المستخدمة في التربية، وتجب حماية الطيور من مختلف العوامل المضعفة
لمقاومتها كالإجهاد والتجويع، والعطش، والتيارات الهوائية … الخ التي تمهد
السبل للميكروبات للتمكن من الطيور، وتسبب الضرر لها. ولتحقيق ذلك يجب
توفير الآتي :
1- المسكن :
يراعى أن يكون موقع المزرعة مناسباً، وبعيداً عن مصادر العدوى حتى تمكن
السيطرة على الأمراض المعدية، وأن تكون الحظائر ملائمة وجيدة من حيث
تصميمها، وقوة احتمالها، وسهولة تنظيفها، وتطهيرها، وأن تكون المباني
مرتبة بطريقة تمكن من مراقبتها، وعزلها عند ظهور أمراض معدية، ويفضل أن
تكون الحظائر متباعدة بقدر المستطاع لتفادي انتشار العدوى من مزرعة إلى
أخرى .
2- الظروف البيئية :
يجب كذلك أن تتوافر كل الظروف البيئية المواتية بالحظائر كالمساحة الكافية
للمعيشة، والأكل، والشرب، والتهوية الجيدة، ودرجات الحرارة والرطوبة
المناسبتين حتى يمكن تلافي المشكلات الناتجة عن سوء الأحوال البيئية
كالإجهاد الحراري ونزلات البرد، وتراكم الغازات الضارة، وغير ذلك مما يضعف
المقاومة، ويجعل الطائر أكثر استعداداً للعدوى بالكائنات الممرضة، وأن
تكون الإضاءة صحية، ومناسبة لعمر الطائر، ونوع الإنتاج. ويجب كذلك تفادي
الازدحام الشديد لما يسببه من إنهاك للطيور، و يمنعها من الوصول إلى
الطعام والماء، وبالتالي يساعد على تفشي الأمراض بينها. وفي حالة التربية
الأرضية يجب أن تكون الفرشة المستخدمة عميقة وذات نوعية جيدة .
3- التغذية وماء الشرب :
يجب الاعتناء بتغذية الطيور، وتقديم أعلاف مناسبة لها حسب العمر، ونوع
الإنتاج وأن تحتوي العلائق على كافة العناصر الغذائية بالنسب الصحيحة، وأن
يتم خلطها بصورة جيدة، وأن تكون مقبولة، ومستساغة للطيور، ذلك لأن عدم
ملائمة العليقة أو نقصها في بعض المكونات يؤدي إلى أعراض سوء التغذية
والإجهاد وضعف المقاومة، ويجب أن تكون الأعلاف خالية من التلوث بالمواد
الكيماوية الضارة والفطر أو الحشائش السامة، ولا يجوز شراؤها من مصادر غير
موثوق بها أو من مزارع أخرى بها أمراض، كما يجب أن يكون الماء المقدم
للطيور طازجاً نقياً وخالياً من الشوائب .
4- الماء :
الماء هو الحياة ولا حياة دونه وكذلك الأمر بالنسبة للدواجن فلا حياة لها
دون ماء فهو يمثل 85% من وزن الكتكوت و75% من وزن البيضة و65% من وزن
الدجاجة. والدجاجة تشرب أكثر من ضعف الكمية التي تأكلها وإذا قلت كمية
الماء المقدمة للدواجن يقل إنتاج البيض مباشرة ويتوقف تماماً إذا منع
الماء لمدة يومين. بالإضافة إلى ذلك تبدأ الدواجن في القلش وتتأثر حيويتها
وصحتها وتزيد الالتهابات الكلوية نتيجة ازدياد معدل ترسيب الأملاح
بالكليتين كما تزداد نسب النفوق في الكتاكيت .
وبدون الماء لا هضم في الدواجن ولا تنظيم لحرارة أجسامها ولا امتصاص للغذاء ولا انتقال للعناصر في أجسامها ولا
إخراج وعمليات حيوية في خلاياها ولا عمل لهرموناتها وأنزيماتها ولا … ولا... ولا... الخ .
فالماء هو سر الحياة ، قال الله تعالي : وجعلنا من الماء كل شيء حي ( صدق الله العظيم
) .
ومعدل استهلاك الماء هو المؤشر الأول للمربي الذي يدله على الحالة الصحية
للدواجن وعادة ما ينبهنا إلى وجود الخطر قبل أن ينبهنا إليه مؤشر استهلاك
العلف بمدة أطول بكثير فهو المؤشر الأكثر حساسية .
[/size]