تنطوي زراعة السلمون على تربية
وتغذية اعداد هائلة من الاسماك في حظائر صغيرة تصنع من الشباك وتخضع للمراقبة.
وتحتوي المزرعة النموذجية على نحو 12 حظيرة يحوي كل منها ما يتراوح بين 10 و15 الف
سمكة.
التغذية المكثفة
ان الحاجة الى تغذية اسماك المزارع
الآكلة للحوم كالسلمون أو التن ينقض الفكرة الشائعة القائلة بان تربية الاسماك
الصناعية تقدم حلا لمشكلة صيد الاسماك المفرط. فتربية رطل من السلمون يتطلب صيد
حوالى خسمة ارطال من الاسماك الدهنية، كالرنجة والسانديل والسردين والماكريل، بغرض
معالجته لتحويله علفا للسمك. بالتالي يتم بالمعنى الحرفي تفريغ المحيطات من هذه
الانواع الاخيرة، ما يخل يتوازن الانظمة البيئية البحرية.
وفي مقاطعة كولومبيا البريطانية بكندا وفي شيلي
يتم حاليا قتل أو صيد حيوانات الأوركا والدولفين والفقمة وأسد البحر التي كانت
تتردد فيما مضى على مصبات الأنهار الإقليمية، أو يتم حرمان هذه الحيوانات البحرية
من غذائها أو يتم طردها بواسطة الأجهزة التي ابتكرها مزارعو السلمون لحماية مزارعهم
منها.
الأمراض
كما هي الحال في كافة أشكال التربية
المكثفة للماشية، فإن الكثافة العالية للسلمون في كل حظيرة تساهم في انتشار الامراض
بينها. فمن الإجراءات المعتادة اعطاء أسماك المزارع جرعات منتظمة من المضادات
الحيوية في غذائها لحمايتهامن الامراض. في نهاية المطاف يؤدي ذلك الى وجود بكتيريا
مقاومة للمضادات الحيوية في غائط الاسماك المترسب اسفل الحظيرة. وهذه البكتيريا قد
تشكل خطرا على المستهلكين من البشر وعلى النظام البيئي الاوسع الذي يضم الشباك. من
النموذجي ان تنصب الشباك في المياه سريعة التدفق عند مصبات الانهار، بحيث تقل
كثافة الغائط السام وبقايا العلف والطفيليات، والاسماك النافقة، والاسماك الغريبة
(غير المحلية)، اضافة الى فضلات المواد الكيميائية والمضادات الحيوية، وتتوزع هذه المواد
على امتداد النظام البيئي في مصب الانهار.
تنتج مزرعة السلمون النموذجية التي تضم 200 الف
سمكة كمية من الغائط تعادل ما تنتجه مدينة تضم 62 الف نسمة. ويؤدي اطلاق هذه
المخلفات الضارة في المياه المحيطة بمزارع السلمون يهدد الحياة التي تغذي انواع
السلمون المحلية الاصغر حجما، والحيوانات المفترسة التي تعتمد عليها، كما يهدد
مستقبل ممارسات الصيد الرشيد والمجتمعات التي تعتمد على وجود محيطات نظيفة وصحية